نهض بصعوبة متكئا على ما أبقاه وهن النيف والمئة سنة .

..ينزوى إلى لحظة الغروب ..

يجلس محتبئا بحمائل لحافه الدريهمي ..

يتجاذب مع لحظة الغروب موجزا سريعا وشاملا لكل حياته بنشوتها بعنفوانها بليالي سمرتها وقوافل سوق القحمة .

. بحلوها ومرها ..يستعرض الصحاب ويتفحص تفاصيلهم فينتهون جميعا إلى الموت ..يا الله ما هذه الصورة المتوافقة للكون وله ..كلاهما في لحظة غروب ...غروب يخنقه الصمت الرهيب لا يجرؤ عليه إلا نسمات هواء تحرك ما طاش من لحيته الطويلة المحمرة بخضاب العطار

الذي غلبه الدهر ..ودمعتان

تلمعان على تجاعيد الزمن ..ويرتل لحن الرحيل ...ويقول في نفسه ياليتني مع صحبي ولو تحت الثرى فلا فرق بيننا فهم ميتون وأنا ميت الأحياء ...